رشاقة
يقال إن النمر، وهو
أكثر الصيادين إلتذاذاً بالفرائس
الهشّة، ظلّ يلاحق الغزال كلما جاع، حتى أصبحا بعد مليون سنة من الطراد، أسرع حيوانين
على وجه الأرض.
كنت أفكر بهذا، وأنا
اتابع رجلاً يحمل صينية الأكل ويشق طريقه، في صعوبة، إلى جوار امرأة حيّته من بعيد
باحترام وينهمك، مخلصاً، في حديث رقيق جعلها تستمع إليه طويلاً ثم ودعته، في هيام،
وخرجت فتحوّلت عيناه، على الفور، إلى امرأة تتناول قهوتها باطمئنان ولم أفهم، من
قبل، سبب شرود نظراته أثناء حديثه السابق والسرعة التي تهيأت فيها نواياه، من بعد،
لينهض بصينية الغداء من جديد ويستأذن، في رقة أكثر عذوبة، لمشاركة المرأة طاولتها
فتوافق، بحركة عادية من رأسها، ثم ترفض تودّده وتنهض، في أدب، لتغادر المطعم والمكان
بسيارتها، بينما يحوّل الانفعال ولذعة الكاري الهندي وجهه العريض إلى كتلة تحتقن
ويتصبب منها العرق، قبل أن يهديه التفكير، والعناد، إلى قيادة سيارته للحاق بها!.
بعد أن خرج الجيمع، لم
يعد هناك ما يقال، سوى إن النمر، بعد أن ينتهي من وجبته، يسرح في قيلولات متقطعة،
بينما الغزلان ترعى في سلام على مقربة من نومه الهادئ، إلى أن يستنهضه الجوع، بعد
ثلاثة أيام، فيحدّ نظره ويتحفز عضله، ويروح يراقب، شيء من القلق، الغزلان توسّع
وثباتها وتتجنب، غريزياً، نظراته الجديدة!.